السبت، 1 سبتمبر 2018

ماذا يريد الزاوي وأمثاله!!؟

منتديات الشروق أونلاين
ماذا يريد الزاوي وأمثاله!!؟
ماذا يريد الزاوي وأمثاله!!؟




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:



نشر:( الروائي الجزائري، أمين الزاوي)، مقالا في جريدة:(ليبرتي) الناطقة بالفرنسية، عنونه بـ:" من فضلكم أوقفوا هذا البدو الإسلامي الذي يهدد مدننا"!!؟، قال فيه:"إن الجزائريين هم أسوأ أعداء التمدن!!؟".
وأضاف الزاوي:" أن أغنام العيد التي تغزو شوارع العاصمة هذه الأيام، استيطان إسلامي رجعي، شوه شكل المدن ذات الطراز الفرنسي، حيث عبّر قائلا:" لقد أفسدنا غنائم الحرب، هذه المدن الاستعمارية الجميلة”.
وسخر من الجزائر التي احتضنت قبل بضعة أسابيع، مؤتمرا دوليا، موضوع المدن الذكية، بالإشارة إلى أنها لا يعقل أن تكون مدينة ذكية والخراف تغزو شوارعها.
وعبر مدير المكتبة الوطنية سابقا عن استيائه الشديد، كوننا لم ننجح طوال فترة الاستقلال، في بناء مدينة واحدة، شبيهة لمدن فرنسا، حيث اعتبر:" أن العرب مدمرون للحضارة، لذلك تجدهم يصلون في مسارح الغناء، ويتبعون الأغنام في الشوارع!!؟".

ردود أفعال مستهجنة:
مقال الزاوي أثار الكثير من ردود الفعل و الانتقادات في أوساط المثقفين والإعلاميين الجزائريين، حيث كتب الإعلامي:( محمد يعقوبي) مقالا: دعا فيه أمين الزاوي بالعودة إلى المنطقة الرمادية من خلال مواقفه المتسامحة، التي مكنته من كسب ود الإسلاميين والعلمانيين على حد سواء لعقود من الزمن.
ويرى:(مدير جريدة الحوار):" أن الزاوي أراد ينتهج سلوك العلمانيين الذين يسعون للفت الانتباه بعد أن ينطفئ بريقهم من خلال سلوكهم مسلك الصدمة للمجتمع المحافظ، بالطعن في المقدس، لينتفض بعدها متشددوا التيار الإسلامي، فيقومون بتكفيره وتهديده، وتتحرك المنظمات الدولية للمطالبة بحمايته، فيستعيد بريقه ويعود للواجهة، بعد سنوات من النسيان!!؟".

أما:( رئيس تحرير مجلة الشروق العربي: حسان زهار)، فقد كتب قائلا:
" مرة أخرى: أمين الزاوي يهاجم شعيرة الأضحية، ويصف تواجد كباش العيد بالعاصمة بالهمجية والتخلف، برأيه أن البداوة الإسلامية هي تصنع هذه الظواهر، وأن التخلف الحاصل ليس بسبب العلمانجية الذين حكموا البلاد منذ قرابة ستين سنة من الاستقلال، وإنما هي بسبب جنس العرب الذين جاؤونا بهذا الإسلام، الذي جاءنا بدوره بكل ظواهر البداوة والتخلف .. أليست بريجيت باردو: أكثر شرفا وأنقى سريرة!!؟، سحقا".

وكتبت:( الصحافية: الضاوية خليفة): موجهة كلامها للزاوي بالقول:
“إذا أراد الشهرة: طعن في الدين، و انتقد الفرض واستخف بالسنة، لا يخشى الله، ولكنه بالمقابل يخشى “الدولة”، ولا يقوى على ذكرها …
عن الذين نصبوا أنفسهم دعاة التحضر والتحرر أتحدث، في الميراث:[ للذكر مثل حظ الأنثيين ]، و في الأضحية هي: ليست عادة متداولة في المجتمع، بل شعيرة تقرب العبد من ربه، [ ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه]".

وأما:( الكاتب: بشير ضيف الله)، فقد تهكم من مقال الزاوي معنونا رده بـ:
" أمين الزاوي مرهف وحساس!!؟"، ومما قاله فيه:
" صديقنا أمين الزاوي غايضو الحال ياسر عالخرفان المذبوحة..مرهف وحساس… -بالمناسبة لقد حج ذات سنة على نفقة الدولة الجزائرية باسم الرئيس – لكن لم أسمع له صوتا بشأن بؤس المشهد السياسي الجزائري وحتى الثقافي!!؟".

وكتب:( الدكتور: بومدين جلالي) تعليقا على مقال الزاوي:
"على الذين يسكنهم الشقاء من الجزائر المسلمة، وهي تحضّر بحيوية وفرح لاستقبال عيد الأضحى المبارك: وفق الشريعة الإسلامية السمحة – كما فعل أسلافنا الميامينطيلة تاريخنا الإسلامي الطويل الجميل – أن يعيشوا في شقائهم الاختياري المؤسس على الحقد الأعمى والعداوة المجانية طوال ما رغبوا في ذلك، أو يغادروا الجزائر المسلمة إلى بلد غير إسلامي، ويرتاحوا بصورة نهائية…
إننا لن نغير ديننا: إرضاء لأهوائهم، ولن نحرّف منه شعيرة واحدة: كي يكونوا سعداء، ولن نستبدل مرضاة الله تعالى وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحترام هوية الشعب الجزائري بنزوات بعض المرضى المعقدين حضاريا وثقافيا… والمجد – كل المجد – للجزائر المسلمة وشعبها المسلم الملتزم بدينه في السراء والضراء، ولو انفجرت قلوب أمثال: أمين الزاوي وأميرة بوراوي من جراء حقدها وعداوتها وشقائها".

وأما:( الإعلامي: محمد برغل)، فقد خاطب:( الزاوي) قائلا:
" لم أعرفك يا أمين الزاوي، وأنت بهذا الخطاب المتعالي، وكأنك تحصر التحضر في الحضر، وكأن كل من جاء إلى الحضر من غير حضر، من البدو طبعا، كمثلي أنا: لا يجوز له أن يحن إلى البداوة الإسلامية، أو كما سميتها أنت.. من خلال قطعان الكباش، كما سميتها أنت، والأضاحي كما أسميها أنا، فالكبش كبش والأضحية أضحية.. أنت تصر يا سي أمين الزاوي وأنت الناطق بلساني ولسان الآخرين ببراعة، تصر على أن تؤسلم البدو، وتؤسلم الجهل، وتؤسلم التخلف، وتجعل من حضرك ومدينتك: شيئا مقدسا لا يجب أن تطاله الأسلمة، أو كما تسميها أنت!!؟".

وبعد تلك الخرجة الغريبة العجيبة المريبة التي أحدثها:" الزاوي" قبيل عيد الأضحى، رأينا نشر بعض المقالات المتميزة الكاشفة لغرض خرجته تلك!!؟،
و:" خرجة الزاوي" تدخل ضمن حملة شعواء متواصلة للعلمانيين على شعائر الإسلام باسم:" الحداثة والتنوير!!؟"، ونقاش هؤلاء متواصل، إذ أنه غير محصور في شعيرة الأضحية، فالأضحية كانت محطة واحدة من سلسلة التجاذب الفكري العقدي بيننا وبين هؤلاء، وننبه إلى أن لنا ملاحظات على بعض ما ورد في تلك المقالات، وإن كنا نتفق مع أصحابها على أغلب ما سطروه فيها، وإلى المقصود بتوفيق الحق المعبود:


إلى الصديق أمين الزاوي عد إلى بيتك، فإن الوزارة لن تعود!!؟
محمد يعقوبي


ربطتني صداقة جميلة مع أمين الزاوي منذ استلمت رئاسة تحرير الشروق العام 2006، وربما يعود لي الفضل في استكتابه أدبيا لسنوات، وأشهد أنه: التزم طيلة السنوات التي تعاملت فيها معه بالخط الافتتاحي للجريدة حتى كدنا نقول:" أنه تأسلم ..!!؟"، بل أكثر من ذلك: أزعم أنني أدمجته في منتديات وندوات لا يحضرها إلا الإسلاميون!، وأذكر أنني بسهولة أقنعته: أن يحضر تكريم:( الشيخ: عبد الرحمان شيبان) حتى أنه ألقى كلمة من أجمل ما ألقي في تلك القاعة المكتظة، وفعل الشيء نفسه في تكريمية:( الهادي الحسني) على ما أذكر، وكأني به في تلك السنوات: كان يخفي ذلك التطرف العلماني الذي يظهر عليه من حين إلى آخر!!؟.
وحتى عندما اختاره رئيس الجمهورية لأداء فريضة الحج رفقة نخبة من المثقفين سنة 2005: انتظرنا أن يعتذر الزاوي عن هذه الرحلة المقدسة مثلما اعتذر عنها:( زميله في العلمانية: رشيد بوجدرة)، بل على العكس من ذلك تماما: قبلها الزاوي، وعندما عاد من البقاع: أتحفنا بحلقات مبهرات أدبيا عن تلك الرحلة لا تزال في أرشيف الشروق لمن أراد أن يطلع عليها.
وشهدت سنوات إدارة الزاوي للمكتبة الوطنية قمة استعماله لهذه التقية، حيث بدا متسامحا فاتحا ندوات المكتبة لرموز جمعية العلماء مثلما فتحها لأدونيس ورموز المدرسة اليسارية.. وحتى من خلال برنامجه الإذاعي المعروف لسنوات:( شعب يقرأ .. شعب لا يجوع ولا يستعبد): ظل الزاوي يلقي الضوء على عشرات الرموز والمراجع الدينية: لخبرته بما يطلبه الجمهور ..!!؟.
أقول هذا الكلام، لأقدم قراءتي الخاصة لما أقدم عليه مؤخرا من استهتار بشعائر الإسلام، وبخاصة: سخريته من أضحية العيد، وهي أراء ليست بالجديدة سبقته إليها:( خليدة تومي) خلال التسعينات في كتاب تصف فيه الإسلام، بدين الدم!!؟، وأجهدت نفسها في الربط بين ختان الأطفال وأضحية العيد .. وربط ذلك بما قامت به “الجيا” سنوات التسعينات!.. إنما الجديد بالنسبة لي بالنظر إلى معرفتي بالزاوي هو: في الجرأة على قول ذلك من رجل يعيش منذ الثمانينات متخفيا في ثوب المتسامح القادر على إعطاء نموذج التعايش بين كل الأفكار والمدارس..!!؟.
والحقيقة أن لهذه الجرأة وهذا التطرف الاستفزازي سببان:
الأول: أن الزاوي فقد الأمل نهائيا في منصب وزير، وهو المنصب الذي أجبره طيلة العقدين الماضيين: أن يلبس عباءة المتسامح القادر على التعاطي بعدل مع كل الحساسيات الفكرية، وهي: رسائل كلفت الزاوي أنه خسر العلمانيين من تياره، ولم يكسب الإسلاميين من الذين كان يتودد إليهم، على غرار اتهام البعض لصديقي إبراهيم صديقي من المعترضين على تعيينه محافظا لمهرجان وهران للفيلم العربي، بأنه خسره الشعر، ولم تكسبه السينما..!!؟.
فتطرف الزاوي الذي صرخ به هذه الأيام في رأيي هو: صرخة في وجه الإسلاميين الذين هادنهم لسنوات، ولم يستفد منهم شيئا، وفِي وجه النظام الذي خذله ..!!؟.
أما السبب الثاني في رأيي، فهو: ما يجنح إليه العلمانيون في العادة: للفت الانتباه لهم بعد أن يتغشاهم الغبار وينساهم الناس، من خلال سلوكهم مسلك الصدمة للمجتمع المحافظ مباشرة بالطعن في المقدس، والهدف في العادة: ليس الأضحية ولا الإسلام، بل الهدف هو: استفزاز متشددي التيار الإسلامي، فيقومون بتكفيره وتهديده، ثم تتحرك التنظيمات الدولية للمطالبة بحمايته، ومن ثمة: يعود له البريق الذي فقده بالنوم في العسل لسنوات!!؟، وهو ما يقوم به كثيرون في مصر وتونس: للفت الانتباه إليهم على غرار:( إسلام البحيري ونوال السعداوي)، ويجب أن ندرك أن أكثر شيء يمكن أن يؤذي الزاوي في الفترة الأخيرة هو: حديث الناس بكثرة عن:( السعيد جاب الخير وكمال داوود) مثلا، بينما: لا أحد يذكره منذ سنوات لا بخير ولا بشر، ومن شأن صدمة كهذه -يعتقد الزاوي- أن تعيده للواجهة، خاصة أن بعض أقرانه من جيله في تياره قد سبقوه بالعمق والمضمون على غرار:( واسيني الأعرج ويسمينة خضرا): اللذان يحصدان الجوائز في كل بقاع الأرض، بينما: ظل وهج الزاوي مربوطا بالصحافة أكثر من الكتاب والإبداع!!؟.
لذلك علينا: أن ننتبه إلى أن الضجيج الحاصل حول ما كتبه الزاوي هذه الأيام هو بالضبط: المراد والهدف، بل أكثر من ذلك: الرجل في انتظار زوبعة التكفير حتى يستطيع وتياره: أن يرفعوا شعار الحداثة في مقابل الظلامية والتكفير!!؟، وهو: المطب الذي نُحشر فيه عادة ونخرج منه منهزمين في كل مرة!!؟.
فقط أريد أن أقول للصديق أمين الزاوي:" عد إلى المنطقة الرمادية، ففيها سيستمع إليك الجميع، ويقرأ لك الجميع حتى إن اختلفوا معك، وما بينك وبين نفسك من خصومة دينية، سنتركه لخالق الخلق هو: أولى بحساب عباده.
عد يا أمين، فإني أخشى أن لا يقرأ لك بعد اليوم سوى:( زوجتك المبدعة: ربيعة جلطي، وابنتك المغنية: لينا ..!!؟).

يتبع إن شاء الله.

صور شروق الشمس إشراقة صباح ^^
السلام عليكم اخواني يسعد صباحكم بكل خير

اليوم مع مجموعة ميزة من الصورة الرائعة للشروق الشمس

أتمنى تنال اعجبكم ^^









أبناؤنا بين الرعاية والتربية
أبناؤنا بين الرعاية والتربية
الشيخ: حسين شعبان وهدان


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:



جلس الرجل السبعينيُّ بوقاره بين أقرانه ومَنْ هو أصغرُ منه سنًّا ومقامًا، وهو يُضارع الشمس في ضُحاها من شُهْرته وعلوِّ منصبه الذي انقضى زمانُه، يُحدِّث الحاضرين عن مجْدِه الشخصي وسموِّ أصله وكرم مَحْتِدِه، وعطَفَ بالبيانِ إلى التَّماجُدِ المفْرِطِ في سيرة أبنائه وبناته، وطفِق يذكر قصَصًا ومدائح طيبةَ المذاقَ على لسانه وأثيرة المعنى على قلبه، وممَّا أذاعه على الأسماع قوله في باب الرِّضا عن النفس:" ربيتُ أولادي وبناتيأفضلَ وأحسنَ تربية"، يقول ذلك القول ولا يجد فيه عِوَجًا ولا مبالغةً!، وربما يُكذِّبه الواقعُ، وهو الذي على شفير قبره الموعود، ينتظر الإذن من الله العزيز الحميد.

أما بعد:
فلكُلِّ دعوى: برهانٌ ودليلٌ صادقٌ يَرقى إلى مراتب القَبول عند العقلاء، فمَنِ ادَّعى أنه قام بتربية أبنائه وبناته، فليأتِ بدليلٍ عمليٍّ من واقع سيرتهم وحديث الناس عنهم، وشكرِهم أخلاقَهم وسلوكياتهم، لا من حديثه الشخصي، فإنهم بضاعتُه، وشهادتُه لهم مجروحةٌ لا تُقبَلُ في الشهادات؛ لأنه دومًا ينظر إليهم بعين الرِّضا، وعين الرِّضا كليلةٌ عن إدراك العيوب.

وحينما يكون مسلك التماجُد الشخصي في حُسْن تربية الأبناء والبنات قاسمًا مشتركًا بين جُلِّ شرائح المجتمع، فنحن في ورطةٍ حقيقيةٍ، وهل يُصَدِّقُ العاقلُ نفسَهُ وعَقْلَهُ فيما يرى ويسمع من آثار سوء التربية الطامِّ على المجتمع بأسره؟، أم يستمع إلى إلْحافِ الْمُتَماجِدينَ!!؟.

والظنُّ الذي يُشبه اليقين: أنَّ تصوُّر أهل التماجُد في تربية ناشئتهم ناقصٌ وقياسٌ يفتقر إلى الصواب، ولا يُصدِّقُه الواقعُ المتخمُ بالجراحِ والعثارِ الدَّائِمِ، فقد تاهَتالقيمُ وضحَلتالأخلاقُ، وتوارتجمالياتُ التعامُل بين أخلاط المجتمع؛ ليُعلِن القُبْحُ عن ذاته في فجاجِ الأرض بأنه سيد المواقف، فأين الأثر الحقيقي للتربية الصالحة وحُسْن المتابعة للآباء والأمهات!!؟، وأين ننفق بيانات المادحين لأنفسهم في تربيتهم أولادهم!!؟.

أما إنه من تضييعِ الحقائق: أن يختصرَ الآباء والأمهات تربيتهم لأبنائهم وبناتهم في الجانب المادي، ولعلَّ هذا المعنى هو: ما يقصده المصرِّحون بهذا التماجُد، وصورة التربية عندهم تكمُن في توفير الغذاء والدواء، وتغطية المطالب الحياتية والحوائج والكماليات التي تخدم البَدَن، حين تتوهَّم الأُمُّ أن كل مطالب بناتها وأبنائها تدورُ في هذا الجانب، وتختزل جهدها كله، بل ربما تُفني عمرَها في تلبية مطالبهم المادية، وبهذا تكون قد ربَّتْهم التربية المنشودة!!؟، لكنها في الحقيقة قامَتْ برعايتهم فقط، ومعها أمثال هذا المعلن لبيانات الرِّضا في التربية، وهو الذي لم ينزل ميدان التربية لأولاده وبناته بعد، إلا إذا كان له في باب الأمر والنهي مع أولاده بداياتٌ طيبةٌ ومآلاتٌ كريمةٌ وإقناعاتٌ مقبولةٌ.

فالعناية والاهتمام الماديُّ شيء، والتربية والتقويم شيءٌ آخَر.

التربية هي أن تقول لناشئتك في طور التعليم والتعلُّم: افْعَلْ ولا تَفْعَلْ، بين الأمر والنهي والفعل والترك؛ فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله تعالى عنه قال:" كنتُ غلامًا في حجْرِ رسولِالله صلى الله عليه وسلم، وكانتْ يدِي تَطِيشُ في الصَّحْفةِ، فقال لي رسولالله صلى الله عليه وسلم:" يا غلامُ، سمِّاللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكلْ ممَّا يلِيكَ"، فما زالَتْ تلك طِعْمَتي بعدُ"؛ (صحيحالبخاري: 5376)، وفي ذات الميدان قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: " مُروا أبناءَكُم بالصَّلاةِ لسَبْعِ سنينَ، واضرِبوهم عليها لعَشْرِ سِنينَ، وفرِّقوا بينَهُم في المضاجِعِ ..."؛ (أحمد شاكر في مسند أحمد11 /36، وقال: إسناده صحيح عن جد عمرو بن شعيب رضي الله عنه).

التربية هي: المتابعة الدائمةُ للأبناء لحفظهم من العِوَج والانحراف؛لقوله الكريم صلى الله عليه وسلم:" أكرِموا أولادَكم، وأحسِنوا أدبَهم"؛ (المنذري في الترغيب والترهيب 3 /115، وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما يقاربهما، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما)، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 58].

وحتى لا يَنفرِط العقد، وينتهي زمنُ الاختيار، علينا أن نتذكَّرَ ولا ننسى: أن قبول فروض التربية الحقيقية عند الناشئة تبدأ مع سن السابعة تقريبًا، وتنتهي مع بداية طور المراهقة؛ حيث يبدأ ما يُشبه المصاحبة والصداقة بين الوالد وولده، لينطلق بعد ذلك إلى تحقيق آماله ومآربه الطيبة في تحقيق ذاته.

وكل ما هو مطلوبٌ من الآباء والأمهات وأولياء الأمور هو:[ التركيز على أساليب تربية الطفل على المبادئ السامية والفضائل السلوكية، والمشاعر الوِجدانية التي يكتسبها الطفل منذ صغره، ويصبح فردًا ذا شخصية متكاملة سوية]؛ (د. إيمان عبدالله شرف، التربية الأخلاقية للطفل، ص22 ط1، 2008م، عالم الكتب، القاهرة).

أمَّا الرعاية، فهي مجرد توفير الحاجات اليومية من غذاءٍ وكساءٍ ودواءٍ، وتجهيز أماكن النوم ومرافق الحياة المادية، وهذا قد ينوب فيه بعض الخَدَمِ أو الأقارب.

وخلاصة المعنى جمعًا باختصارٍ هي:
أن المجتمع الذي يُشكله الأفراد في ميدان التربيةيخلطون تمامًا بين التربية المنشودة، ويستبدلونها بمجرد الرعاية الظاهرية، ويُفنون أعمارهم رهن هذا المعنى، متوهِّمين أنهم بلغوا الكمال في الأداء؛ ومن ثم يَجتاحهم إعصارُ الرِّضا عن النفس، وهم الذين قدموا - في بعض الأحوال - عاهاتٍ للمجتمع وعواملَ نقصه وآياتِ شقائه؛ لأنهم ركَّزوا على الرعاية، وأهملواالتربية التي تُكسِب سعادة الدنيا ونعيم الآخرة.

وبهذا يظهر الفارق جليًّا، ويحتِّمُ علينا أن نقف على مفاصلةٍ حقيقيةٍ في الفهم بين الرعاية والتربية بأنَّ كلَّ فرد من المجتمع في زمن إعداده، وهو صغيرٌ: يحتاج إلى تربيةٍ وتأديبٍ وتهذيبٍ ومتابعةٍ، فوق ما يحتاجه من رعايةٍ بدنيةٍ ومطالب ماديةٍ.
معركة التوحيد ليست صوفية ولا سلفية ولا أشعرية!


لم تكن المعركةُ- يوماً- معركةَ سلفيةٍ أو صوفيةٍ أو أشعرية؟!
بل كانت- منذ الأزل- معركةَ توحيد!!
وليس التوحيد أن تعرف أسماء الله وصفاتِه حَسْبْ..
بل عماد التوحيد أن تُفْرِدَهُ بالعبادة.
وليست العبادة أن تصوم وتصلي حَسْب..
بل عماد العبادة ألا تُشرك- في عبادته- غَيرَه .
وليس الشرك أن تسجد لصنم حَسْب..
بل أكبر الشرك أن تعتقد منهجاً يُعبِّدُ الناسَ للناسِ بدلاً من تعبيد الناس لرب الناس!!
وما أفردَ اللهَ بالعبادةِ من اتخذ مع شَرْعِهِ شَرْعَاً، أو مَعَهُ- سبحانه- مُشرِّعاً.
وقد قرن اللهُ الحكمَ بالعبادةِ حين قال:” إنِ الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه”.. فمن صرف شيئاً من الحكم لغيره فكأنما صرف شيئاً من العبادة لغيره.. يستوي في ذلك من نَصَبَ في معبده صنماً اعتقده؛ فسجد له.. ومن نصب في (برلمانه) قانوناً فرنسياً أو ياسقاً تترياً اعتقده؛ فحكم به.. كلا الرجلين عَبَدَ غير معبود حين قصد غير مقصود.. والحكم في برلمانٍ بغير ما أنزل الله كالسجود في معبد لغير وجه الله.. لا فرق بينهما إلا كالفرق بين الحَرَقِ والغَرق!!
ومنذ رفع الشيطانُ رأسَه أمام ربه قائلاً:”لأتخذن من عبادكَ نصيباً مفروضا”.. بدأت المعركة.. فمن اتخذ سبيلاً غير سبيل الله صار- في معركة التوحيد- فرضاً للشيطان ونصيبا، وإن ظن نفسَه ولياً للرحمن وحبيبا!!
تكمن الكارثة في الانحراف الأول!!
والانحراف الأول يأتيك دائماً مغلفاً بمصلحةٍ دينيةٍ أو دنيوية.. بل ويُسَوّقُ لكَ- عادةً- على أنه درع يحمي المنهجَ من السقوط والذوبان. ومع تتابع الأزمنة وتناسل الأجيال.. تتناقص المصلحة شيئاً فشيئاً حتى لا يبقى بين يدي الجيل الأخير سوى الانحراف خالصاً!!
ذهبَ عمرو بنُ لُحَي الخزاعي إلى الشام؛ فرأى الأصنام؛ فأعجبته؛ فجلبها معه إلى مكة.. كم جيلاً احتاجته الأصنامُ لتصبح أمراً واقعاً لا يعترض عليه العرب، ثم عقيدةً راسخةً يقاتلون في سبيلها؟!
هل قاوم المكيون- آنذاك- دعوةَ الشرك كما قاوموا- بعد ذلك- دعوةَ التوحيد؟!
كيف تسرب إلى عقل العاقل أن الحجرَ الأصَمَّ يمكن أن يصبح رَبَّاً، والبقرةَ العجماء يمكن أن تصبح إلهاً؟!
تلك اللحظة المجنونة العاقلة أو العاقلة المجنونة.. كيف نرصد حركتها في العقل وتموجاتها في الروح؛ لنعرف متى وكيف ولماذا يُقنع العاقلُ نفسَه بغير المعقول؟!
لم يجد العرب سبباً يعقلون به ما لا يُعقل سوى أن يقولوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى!!
هكذا يتفلسف السامريُّ عادةً!!
هو لا يأتيك- ابتداءً- بالكفر العاري؛ بل يأتيك بالكفرِ مستوراً بضغثٍ من الإيمان!!
شيءٌ ما يحدث في عقله؛ فيظن نفسَه الأحكم والأفضل.. تماماً كما حدث مع الشيطان:”أنا خير منه”.. يكمن في كل سامريّ شيطان.. إنه يرى ما لا يرى الآخرون:”بصرتُ بما لم يبصروا به”.. فيقبض قبضةً من أثر مقدّسِك، ثم يُخرج لك مقدساً جديداً مُغلّفاً ببعض مقدسك الأصلي؛ فيسحر عينيك ويخدعك عن نفسك؛ لتسيطرَ عليكَ- بعد ذلك- ذاتُ اللحظة التي سيطرت عليه (تلك المجنونة العاقلة أو العاقلة المجنونة)؛ ليصبح المعقولُ في عقلك غيرَ معقول، وغيرُ المعقولِ في عقلكَ معقولاً.. ثم تكتشف- بعد فوات الأوان- أنه لا فرق بينك وبين السامريّ الأول سوى أن لحظتَه أصابته قبل أن تصيبَكَ لحظتُك.. وإذ أنت سامريٌّ كاملٌ مع نصف شيطان!!
هكذا تبدأ الأشياء!!
فكرةٌ تنبت في رأس سامريٍّ من أكابر مجرميها، يتلقفها العامة والغوغاء، ثم تتجذر في التربة تَجَذُّرَ العامة والغوغاء (ولا جذر أثبتَ منهم!!) حتى إذا جاء من يُذكِّرهم بالأصل الذي طال عليه الأمد؛ قالوا: إنّا وجدنا آباءنا على أمة وإنّا على آثارهم مقتدون”!!
قد يتجسد الشيطان في فَردٍ أو أمة، كما يتجسد في فكرة أو منهج!!
وقد يظهر لك في الإيمان المشوب كما يظهر في الكفر المحض!!
وقد يخطر أمامك في جبة صوفي يتمايل في حضرة، أو عمامة أشعري يتفلسف في حلقة، أو لحية سلفي يُحَدِّث في محراب!!
والطامة الكبرى أن يتراءى لغيركَ فيك، كما يتراءى لكَ في غيرك؛ فيراكَ الآخرون شيطاناً وتراهم أنت شياطين.
في الفيلم الأمريكي(الآخرون)- وعلى مدار تسعين دقيقة- كانت البطلة تحارب الأشباح حِفاظاً على بيتها وأسرتها.. في الدقائق العشر الأخيرة اكتشفنا- واكتشفت البطلة- أنها وأبناءها وخدمها ليسوا سوى أشباح، وأن أولئك الذين يصارعونهم هم البشر الحقيقيون.. وأنها- في لحظة ذهان حادة في حياتها الحقيقية- خنقت أطفالها- حِفاظاً عليهم- ثم قتلت نفسها!!
ما حدث للأمة الإسلامية قريبٌ من هذا.. حالة (تيه ذهاني) أو (ذهان تيهي) سيطرت عليها منذ ما يزيد على مائتي سنة؛ فخنقت أبناءَها، ثم تحولت إلى شبحٍ تحارب ما تظنه شبحاً!!
ضَرَبَنَا أخطبوطُ السامرية العلمانية بأذرعه المتعددة : قومية، وطنية، ديمقراطية، ليبرالية.. وكان مع كل ذراعٍ سامريّ يؤزه الشيطان لينثر عليه وحوله قبضةً من أثر الرسول فيسحر أعين الناس ويسترهبهم!!
قَبَضَ سامريٌّ (قوميٌّ) قبضةً من أثر الرسول منطلقاً من قوله تعالى:” كنتم خير أمة أُخرجت للناس” ” وكذلك أنزلناه حكماً عربيا”.. ثم انتهى به الحال إلى قول الشاعر:
آمنتُ بالبعث رَبّاً لا شريك له
وبالعروبة ديناً ما له ثاني!!
وقبض سامريٌّ (وطني) قبضةً من أثر الرسول منطلقاً من قوله صلى الله عليه وسلم عن وطنه مكة:” إنكَ لأَحَبُّ بِلادِ اللَّه إِلَيَّ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِليَّ ولولا أَنِّي أُخرِجتُ مِنكِ مَا خَرَجتُ”.. ثم انتهى به الحال إلى:” أخرجوهم من قريتكم إنهم أناسٌ يتطهرون”!!
وقبض سامري (ديمقراطي) قبضةً من أثر الرسول منطلقاً من قوله تعالى :” وأمرهم شورى بينهم” ثم انتهى به الحال إلى:” ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”!!
وقبض سامري (ليبرالي) قبضة من أثر الرسول منطلقاً من قوله تعالى:”لا إكراه في الدين” “لستَ عليهم بمسيطر” “وما أنت عليهم بجبار”.. ثم انتهى به الحال إلى:” لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا”!
وإذِ الأسماء لا مسميات لها، والمصطلحات لا معاني لها.. وإذ القومي سامري يحارب دينه، والوطني سامري يحارب قوميته، والديمقراطي سامري يحارب وطنه، والليبرالي سامري يحارب الحرية.. واتحد النقيض مع نقيضه لضرب مثيله؛ فصرنا نرى قومياً عروبياً يتحد مع فارسي أو عبري لضرب مثيله العروبي.. وإسلامياً أصولياً يتحد مع الصليبي والقومي والديمقراطي لضرب مثيله الإسلامي.. وديمقراطياً ليبرالياً يتحد مع أعتى الدكتاتوريات العسكرية والقبلية لضرب الجميع!!
ولم يسلم الإسلامُ ذاته من السامرية التي تسربت إليه فأنجبت فرقاً وطوائف خرج بعضُها من دائرة الإسلام بالكلية، ثم تلاعب سامريون آخرون بما بقي داخل الدائرة؛ فحرفوا الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذُكِّروا به، وتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون!!
وكان أن حَصَرَ سامِريُّو السلفية وسامريو الأشعرية وسامريو الصوفية ابنَ تيمية، والعزَّ بن عبد السلام، وإبراهيمَ بن أدهم في العقيدة والكلام والزهد.. وتناسوا فيهم ما عدا ذلك.. فإذا قيل لهم إن هؤلاء الأفذاذ لم يضعوا أيديهم في يد طاغوت قط، ولم يرضخوا لمتجبر قط، ولم يداهنوا في العقيدة قط، ولم يتهاونوا في الولاء والبراء قط، ولم يتوانوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قط.. نفروا ونخروا كالحُمُر المستنفرة فرت من قسورة!!
وإذِ الأمرُ (إرجاءٌ محض) لا سلفية فيه ولا أشعرية ولا صوفية!!
تساوى الثلاثة في الأكل بالدين، والتلاعب بالعقيدة، والتمكين للمتجبرين، والمشاركة في سفك الدماء المعصومة، وتوهين أمر الأمة.. حتى قال قائل حصيف: (كنا نظنهم ثلاثةً يتصارعون فإذا هم واحدٌ يحاول تكسير مرآته)!!
فلا يشمخن أحدٌ على أحد، ولا يحتكرنَّ أحدٌ الإسلامَ دون أحد؛ فالثلاثة- رغم اختلاف أسمائهم المدّعاة- يمرحون في قِدِّ الطاغوت، ويدورون في فلك الأنظمة، ويتخبطون في صندوق النظام العالمي.. وما مَثَلُهم إلا كمثل ما رواه الزجاجي في أماليه عن تلك المرأة التي تزوجت رجلاً اسمه (حمار)؛ فحسُنَ موقعُها عندَه؛ فأرادته على تغيير اسمه؛ فقال: قد فعلت، إني تسميت (بغلاً)؛ فقالت: هو أحسن من ذاك، ولكنك بَعدُ في الاصطبل!!

علي فريد

نقلا عن موقع شؤون عربية
الانهزام اللغوي.. خنوعٌ حضاري!
الانهزام اللغوي.. خنوعٌ حضاري!
سليم قلالة
أستاذ جامعي


لم يتم أي انتقال حضاري من غير توطينٍ للمعرفة، لَو لَمْ تَنقل للحضارة الإسلامية المعارف الأخرى إلى اللغة العربية عن طريق دار الحكمة: لكانت الحضارة العباسية يونانية بامتياز، ولَو لَمْ يَنقل الأوربيون العلوم العربية إلى لغاتهم قبيل عصر النهضة: لكانوا عربا بامتياز، ولَو لَمْ ينقل الأمريكيون العلم الألماني والأوروبي إلى لغتهم: لكانوا أوروبيين من الدرجة الأولى.. وكذلك الشأن بالنسبة لنا: مادام بعضنا يتصرف بانهزام حضاري وتاريخي وثقافي أمام اللغات الأجنبية، فلن نستعيد مكانتنا ولا هويتنا ولا لغتنا بين الأمم.
ليس لنا بديل آخر إذا أردنا أن نتصرف كأمة عريقة من أن نسعى لتوطين العلم بلغتنا مهما اعتقدنا أنها اليوم ضعيفة، سواء أكانت عربية أو أمازيغية، ذلك أننا لن نُصبح أبدا علماء بلغات غيرنا، ولن نَتقدم في أي مجال إذا لم نؤمن بأنفسنا ونعتز بهويتنا وثقافتنا.
إن المنبهرين بلغات العالم، والفاقدين لهويتهم ولسانهم والمستنجدين بلغة ضد لغة أخرى: لن يصنعوا تقدما مهما حاولوا.
علينا أن نخجل عندما نقف في صف الدفاع عن لغة أجنبية ضد أخرى مهما كانت، للقضاء أو تهميش أي من لغاتنا باسم التقدم أو مواكبة العصر!!؟.
إن مشكلة بعض مسؤولينا تكمن في هذا المستوى، بدل أن يتناولوا موضوع اللغات الأجنبية من منطلق الاعتزاز بالذات وتوطين المعرفة، يتناولونه من منطلق العبد الخانع المُنبهر بسيده الذي يشعر بالدونية الحضارية واللغوية تجاهه، فيجدوا أنفسهم مُنقسمين بين أنصار للفرنسية ضد الانجليزية أو العكس، كُلٌ يتباهى بسيّده، ناسيا أن عليه أن يتحرر أولا من حالة العبودية التي هو فيها، ويحرر لغته منها.
لقد كان:(روجر باكون) ينقل علوم المسلمين من الأندلس إلى جامعتي أكسفورد وباريس، ويقول:" إنه لا يمكن لمن لا يعرف العربية أن يتعلم الرياضيات والعلوم"، وكان:( طوماس ألاكويني) ينقل إلى اللاتينية ترجمات (ابن ميمون) اليهودي العبرية لابن رشد ومنهجه العقلي في القرن الثالث عشر، بل كان كل الأوربيين ينقلون جميع أصناف الحكمة الأندلسية إلى الثقافة اللاتينية عبر صقلية وطليطلة وقرطبة، بلغتهم في عملية واضحة لتوطين المعرفة لديهم.
لم يكن لهؤلاء انهزام لغوي أمام اللغة العربية أو الصينية أو الفارسية التي كانت سيدة في فترة من الفترات، وهكذا تمكنوا من النهضة فالتقدم فالتفوق، وذات الشيء صَنعه الصينيون واليابانيون والهنود والألمان، وما زالوا يصنعونه إلى اليوم.
فهلاّ تصرفنا كما تقتضي هيبتنا الحضارية وتاريخنا العريق ومنطق التقدم، وتخلصنا من حالة القابلية للاستعباد اللغوي التي مازالت صفة لصيقة ببعض مسؤولينا!!؟.
تهنئة بالعودة إلى مقاعد الدراسة.
تهنئة بالعودة إلى مقاعد الدراسة.
في أجواء مفعمة بالأمل ، تستقبل ولايتنا كغيرها من ولايات الوطن ، العام الدراسي الجديد 2018/2019 . وبهذه المناسبة السعيدة ، يطيب لي أن أتقدم إلى الأسرة التربوية بالجزائر والعالم، بأصدق عبارات التهاني وجميل التبريكات ، راجياً من المولى جل وعلا ، أن يجعلها سنة التميُّز والنجاح والتأهيل لمخرجات نظامنا التربوي الذي تواجهه تحديات عصيبة. إن تحقيق رهانات المدرسة وجودة التعليم، يقع كاهل الجميع ، وذلك بتكريس ثقافة الشراكة والحوار البناء ، والاحتكام إلى مصلحة الأمة وثوابتها ، وإلى رصيد وتطبيقات الفكر التربوي المتجدد ، وجعل المدرسة في مَنْأىً عن الصراعات السياسية الجارفة. ومن نافلة القول ، أ نه لا بد من إعادة الاعتبار(للوظيفة التربوية)، لكونها رسالة وليست مجرد مهنة ، وذلك بتأهيل مختلف الفئات المنتسبة لها، وتكريمها وتقديرها وحل مشاكلها المادية والاجتماعية والمهنية والصحية، لتتفرغ لمهامها الأساسية ، المتعلقة ببناء الإنسان الصالح، وإعداده للمساهمة الفعلية في بناء الوطن والدفاع عنه.
قُـــمْ للمعلّـــمِ وَفِّـــهِ التبجيـــلا ***** كــــادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ***** يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
قال الله تعالى : " ‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " ‏ــ ‏المجادلة‏ (11).




كتاب الهباج في الرياضيات لطلبة البكالوريا
كتاب الهباج في الرياضيات لطلبة البكالوريا

فهو كتاب غني عن الوصف لما فيه من الفائدة الكبيرة حيث أنه يحتوي على دروس وتمارين مركزة و أكثر من 500 تمرين في الرياضيات مع الحل بالتفصيل منها تمارين الكتاب المدرسي وحلول حلول مفصلة لتمارين نمودجية حلول مفصلة لنمادج الباكالوريا.
أُمراء الدعارة
من يدعم قنوات الــ mbc
و روتانا التي تنشر الفاحشة و الرذيلة وتحارب دين الله


هل اصبح المنتدى يشكو الجذب والقحط
طرقت الابواب
هل من مغيث
على من مروا من هنا ثم فروا
شكوت الحال الى الازرق
فانفض الرفاق
ليت لنا كرة الى ما مضى
ذاك عهد محبة ووداد
اما بقي الا الرداد
في حضرتكم يا رفاق الحرف
عودوا الى رشدكم وامتطوا صهوة الابداع من جديد
فاين بلقيس؟
واين سعاد؟
واين ابن مسعود؟
واين برقي؟
واين وردة الروح؟ بل أين المخفي؟
وأين ريانة العود؟
بل أين الثلة المباركة؟
من الرعيل الجميل
والحضور الاجمل
تحياتي يا طيبين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق