السبت، 3 يونيو 2017

بشار الأسد يتحدث عن "الأخطاء والتنحي والمغادرة"


الرئيس السوري بشار الأسد (أرشيف)




قال الرئيس السوري بشار الأسد إن "الخطأ الوحيد الذي ارتكبته سوريا هو "أننا صدقنا أن الغرب(...)"، متحدثاً عن "الأخطاء والعيوب والتنحي والمغادرة".

وأكد الأسد في مقابلة مع قناة "ويون تي في" الهندية، نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "أن الوضع في سوريا تحسن بشكل كبير لأن المجموعات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش وجبهة النصرة، في حالة تراجع، وأن الوضع على الأرض من منظور عسكري "بات أفضل بكثير مما كان".

وأكد أنه "ما لم يقدم الغرب والدول الأخرى وحلفاؤهم والدمى التابعة لهم دعماً هائلاً لأولئك المتطرفين، فأنا متأكد أن الأسوأ بات وراءنا".

وأضاف أن هذ التحسن "لا يعكس الصورة كاملة لأن الأمر لا يقتصر على الصراع العسكري بل هناك أشياء مختلفة مثل الإيديولوجيا التي يحاولون نشرها في منطقتنا والتي تشكل أخطر تحد يمكن أن نواجهه على المدى القريب وكذلك المدى البعيد".

لا مبادرات سياسية حقيقية
وبشأن المبادرات السياسية، قال الأسد "لم نرَ أية مبادرة سياسية حقيقية من شأنها أن تنتج شيئاً، رغم أن أستانا حققت نتائج جزئية من خلال إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا، والتي شكلت تطوراً إيجابياً في هذا الصدد، لكن لا تستطيع أن تسمّي ذلك حلاً سياسياً".

دونالد ترامب
وفيما يتعلق بالإدارة الامريكية، قال الاسد "إنه بعد انتخاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب "ثبت لنا، مرة أخرى، أن الرئيس يؤدي دوراً وحسب، وليس صانع قرار، إنه جزء من مجموعات ضغط مختلفة ومن الدولة العميقة.. ترامب، بعد أن أصبح رئيساً، ابتلع معظم وعوده وكلماته التي كان يتبجح بها خلال حملته الانتخابية".

البقاء في السلطة
وحول "سر" بقاءه على رأس السلطة في البلاد طوال 17 عاماً، زعم الرئيس السوري إنه "ليس سري أنا، بل هو السر السوري، الذي يتمثل في الدعم الشعبي، عندما تتمتع بالدعم الشعبي تستطيع أن تقف في وجه أي عاصفة"، مضيفاً أن "هذا هو السر ربما، والذي لم يكتشفه الغرب. لقد كانوا سطحيين جداً في تحليل الوضع في سوريا".

الخروج .. التنحي.. المغادرة
وحول تفكيره بالخروج من سوريا أو التنحي والعيش خارج سوريا، قال الأسد "الرئيس يأتي من خلال الانتخابات، فإن التنحي يكون من خلال الانتخابات أيضاً، أو عندما تلاحظ أن الشعب السوري لن يدعمك، لأنك دون ذلك الدعم لا تستطيع أن تنجز أو تحقق شيئاً، عندها ينبغي أن ترحل".

واستطرد "لأن الوضع ليس على هذا النحو، وأنت في وسط العاصفة، وسوريا في عين العاصفة، لا أستطيع القول إني سأستسلم وأُغادر، سيكون ذلك أنانياً جداً وغير وطني على الإطلاق، عندما تكون في وسط العاصفة، عليك أن تقوم بعملك كرئيس إلى أن يقول لك الشعب اذهب، ارحل، فإنك لا تستطيع أن تساعد بلدك، عندها ينبغي أن ترحل، هذا فيما يتعلق بمغادرة سوريا، لكن بالنسبة لي شخصياً، فإن مغادرة سوريأ ليست خياراً، مذ كنت شاباً، تربيت ونشأت كشخص لا يمكن أن يعيش إلا في بلده، وليس في أي بلد آخر".

تأثير الأزمة على أسرته
وعن تأثير الأزمة السورية على أسرته وأطفاله والأحاديث التي تدور بينهم، قال الأسد: "إننا نعيش في وسط المدينة، أو في وسط دمشق، وبيتي ليس بعيداً من هنا. نحن كجميع السوريين، تعرضنا لكل أنواع التهديدات، بما في ذلك قذائف الهاون وغيرها من الوسائل، وبالتالي فهذه ليست قضية أساسية بالنسبة لأسرتي".

وأضاف "بالنسبة لنا كأسرة سورية، فإن ما أثّر فينا أكثر من أي شيء آخر هو الألم، والمعاناة بسبب إراقة الدماء التي أثرت في كل أسرة تقريباً في سوريا، هذا هو الأمر الأكثر أهمية، عدا عن ذلك، فإن هناك ذاك النوع من الحوار الذي يجري في أسرة نشأ أطفالها في مشهد غريب جداً وليس عادياً ولا طبيعياً. إنها ليست سوريا التي اعتدنا على رؤيتها قبل الحرب. وبالتالي، فإن السؤال يكون: لماذا؟ ما الذي يحدث؟".

وتابع الأسد "عليك أن تكون شفافاً وواقعياً جداً، لأنه ورغم جميع الأوجه السيئة للحرب، فإن لكل شيء جانبه الإيجابي أيضاً والذي يتمثل في الدرس الذي ينبغي أن يتعلموه، لأن جيلنا ربما والجيل السابق لم يتعلم من الأخطاء، ولذلك حدثت هذه الحرب، على الجيل الجديد أن يتعلم من ذلك الدرس كي يتمكنوا من حماية بلادنا في المستقبل عندما يكبرون".



24 - أبوظبي


بشار الأسد يتحدث عن "الأخطاء والتنحي والمغادرة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق