الجمعة، 2 يونيو 2017

•• مُـقـدمـة تـفـسيـر ( فـي ظِـلال الـقـرآن )


ـــ مُقَـدّمة رائعـة بديعـة لتفـسيـر ( فِـي ظِـلاَلِ الْـقُـرْآنِ )
بقـلم الشهيد : سَـيّـد قُـطب ( رحمه الله )


الحياة في ظلال القـرآن نعـمة . نعـمة لا يعـرفها إلا من ذاقها . نعـمة ترفع العـمر وتباركه وتزكيه.
والحمد لله . . لقد منّ عـليَّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان ، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي . ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه .
لقد عشت أسمع ا لله - سبحانه - يتحدث إلي بهذ ا القرآن . . أنا العبد القليل الصغير . . أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل ؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟
وعشتُ - في ظلال القرآ ن - أنظرُ من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة . . أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال ، وتصورات الأ طفال ، واهتمامات الأطفال . . كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحاولات الأطفا ل . ولثغة الأطفا ل . .
وأعجب .. ما بال هؤلاء الناس ؟ ! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة ، ولا يسمعو ن النداء العلوي الجليل . النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه ؟
عشتُ أتملّى - في ظلال القرآن - ذلك التصو ر الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود . . لغاية الوجود كله ، وغاية الوجود الإنساني . . وأقيسُ إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية ، في شرق وغرب ، و في شما ل وجنوب .. وأسأل .. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن ، وفي الدرك الهابط ، و في
الظلام البهيم ، وعندها ذلك المرتع الزكي ، وذلك المُرتقى العالي ، وذلك النور الوضيء ؟
وعشتُ - في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله ، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله . . ثمّ أنظر . . فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية ، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تُملَى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها . وأقو ل في نفسي :أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم ؟ يا حسرةً عـلى العِـباد !!

( يُتبَع عـلى الصّـفـحة المُـوالية )



•• مُـقـدمـة تـفـسيـر ( فـي ظِـلال الـقـرآن )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق