الأربعاء، 21 يونيو 2017

•• مَـا الحكمـة من تـكرار آيـة ( فَـبِـأيّ آلاَءِ رَبِّـكُمَـا تُـكَذِّبَـانِ ) ؟

•• ما الحِكمة من تكرار آية ( فَبِـأيِّ آلاَءِ رَبِّكُـمَا تُـكَذِّبَـانِ ) ؟



ــــ سورة الرّحمـن :


سورة الرحمن هي إحدى سور القرآن الكريم الّتي تتجلّى فيها عـظمته سبحانه، ويرى المتأمّل في آياتها إعـجاز الله فيها. وهي سورة مدنيّة، ترتيبها الخامس والخمسين ( 55 ) من بين سور القرآن الكريم، وعدد آياتها ثمانٍ وسبعون ( 78 ) آية، وموضوعـها الأساسيّ هـو الحديث عن نِعَـم الله سبحانه وتعالى في هذا الكون، والحديث عـن عجائب خلقه وصنعـه، ودعـوة النّاس للتدبّر في هذا الكون وما فيه، ودعـوتهم لعـبادة الله العـظيم، وهي شهادة للخلق كلّهم الإنس، والجن، بأنّهم لا يمكنهم إنكار نعَـم الله عـليهم أو تكذيبها. تتميّز سورة الرحمن عـن غـيرها من السور بإيقاع فواصلها في بعـض الآيات وتكرار آية ( فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان ) واحداً وثلاثين ( 31 ) مرّة، وهـي تبدأ بذكر الرحمن "الله سبحانه وتعالى"، وتتحدّث عـن عَـجائب خلقه كالقمر، والشّمس، والنّجوم، والشجر، والسماء، والأرض بكلّ ما فيها من نِـعَـم، وعـن خلقه للجن والإنٍس، والبحر، والبرزخ، كما تعـرض السورة لصورة مشاهـد يوم القيامة والحساب، وما فيها من عـقاب وجزاء للكافرين والمؤمنين، وتختتم السورة بـ " تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام ".

ــــ تكرار ( فَـبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُـمَا تُـكَـذِّبَـانِ ) ؟


تساءل الكثيرون عـن سبب تكرار ( فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان ) والحكمة من ذلك، وقد كذّب الكفّار الرسول صلّى الله عـليه وسلم بسبب هذه الآية، وقالوا بأنّ هـذا القرآن من عـنده بسبب هذا التكرار وأنّه لا داعـي له. إلّا أنّ المتأمّل في الآيات يجد فيها من الإعـجاز الكثير، فالله سبحانه وتعَـالى كرّر هذه الآية إقراراً بنعَـمه وتأكيداً عـليها لتذكير النّاس بها، فمن عـادة العَـرب تكرار الكلام لتأكيده، وقد كرّرت الآيات لتأكيد نِعَـم الله عـلى الإنس والجنّ، فالاستفهام في هـذه الآية أسلوبٌ للإقرار وعَـدم الإنكار، وهذا شائعٌ في لغـة العَـرب وكلامهم. كما أنّ هذه الآية تمّ تكرارها واحداً وثلاثين مرّة، وهي من مضاعَـفات الرّقم سبعـة بالاتّجاهين، والمتأمّل في الآيات وأعـدادها يجد أنّ هناك عـلاقة رياضيّة في أرقام هذه الآيات وتكرارها، وهي عـلاقة عـجيبة أساسها الرّقم ( 7 ) ، ولم يأت ذلك من فراغ عَـبثيّ وإنّما كانت هذه الآيات دليلاً عـلى أنّ الله سبحانه وتعـالى الّذي خلق السبع سماوات بما فيها، هـو نفسه الّذي أنزل هـذا القرآن الكريم المُحكَم.


( بقـلم : هـديل الـبكري ـــ موقع : موضوع )







•• مَـا الحكمـة من تـكرار آيـة ( فَـبِـأيّ آلاَءِ رَبِّـكُمَـا تُـكَذِّبَـانِ ) ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق