الأربعاء، 21 يونيو 2017

المناهج التعليمية ..... (آفاق ضخمة وواقع هزيل)

مما لاشك فيه أن وضع المناهج التعليمية في أي مجتمع من المجتمعات يهدف إلى تحقيق غايات كبرى
تُرسم من خلالها ملامح الفرد الذي سيمثل مستقبلا قيم ومبادئ هذا المجتمع الذي ينتمي إليه فكريا وعقديا وسلوكيا وحضاريا
....لكن المتتبع للمناهج التعليمية عندنا يُلاحظ مدى الهوة الشاسعة بين الغايات والأهداف المرسومة
والواقع السلوكي الذي يُمارسه الفرد الجزائري داخل أسرته أو مُؤسسته أو مجتمعه
حيث يغيب الشعار الكبير الذي رسمته المناهج التعليمية والمُتمثل في إنشاء مواطن صالح فعال مُتشبع بقيمه التاريخية والدينية

وهنا نتوقف عند هذه النقطة لنتساءل أين التاريخ في سُلوك الفرد الجزائري؟
أين تلك الفعالية الإيجابية في الحياة العملية ؟
أين مظاهر الحضارة في إطار العقيدة السامية ؟
ما هو أثر النصوص التي ظل يُرددها الطالب عبر مسيرته التعليمية ويتغنى من خلالها بالمثالية والوطنية والقيم السامية؟
ماهو مصير التجارب والتحاليل التي كان يُساق إليها الطالب عبر المخابر العلمية
ماهو ؟ ...ماهو؟... ماهو؟ سنظل نتساءل ونتساءل لنستخلص في النهاية
الحقيقة المرة والتي مفادها أن جل المناهج التعليمية في وطننا مبنية على الارتجالية
بعيدة كل البعد عن الموضوعية والواقعية غاب فيها عُنصر الفعالية الإيجابية
لقد أصبح الطالب الجزائري في ضوء هذه المناهج أشبه بتلك الآلة المُشبعة بجملة من المعلومات
يحتفظ بها ليوم الامتحان فيضغط على أحد أزرارها ليتقيأ ما أكله خلال المسار الدراسي
************************************************** ********************
وفي الأخير لابُد من وضع حوصلة لنقف على المسببات التي تقف وراء ضُعف المناهج التعليمية وقلة مرد وديتها

هل السبب يتعلق بأبعاد سياسية وليست تعليمية؟
أم هو سلطة التلقين وغياب المنهجية؟

أنا حسب رأيي ومن خلال تجربتي المتواضعة في ميدان التربية والتعليم
لاأستطيع أن أُحمل طرفا واحدا مسؤولية ما آل إليه واقع المنظومة التربوية في بلدنا
ولذا أرى أن هناك أطرافا عديدة تُساهم في صُنع هذا الواقع بطريقة مباشرة أو غير مُباشرة
منها واضعي معالم السياسة التربوية والتعليمية
غياب الدور الإيجابي للمؤسسات الرسمية الاجتماعية و الثقافية والإعلامية
غياب الوعي وهو السمة الغالبة لدى الفرد الجزائري والذي من المُفترض
أن يُتابع وينتقد بوعي كل سياسة من شأنها جر المجتمع إلى واقع يخلو من أي قيمة حضارية وإنسانية.


المناهج التعليمية ..... (آفاق ضخمة وواقع هزيل)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق