الجمعة، 15 يوليو 2016

شهود يروون مشاهد الرعب في هجوم نيس

قُتل 84 شخصا على الأقل وأصيب 18 آخرين جراء دهس شاحنة مجموعة من المحتفلين بالعيد الوطني في فرنسا بمدينة نيس.
وروى عدد من شهود العيان مشاهد الرعب والذعر في الحادث، واللحظة التي تمكنت فيها قوات الشرطة من وقف الشاحنة وقتل سائقها.
وقال الشاهد نادر الشافعي لبي بي سي إنه حدّق في وجه المهاجم لنحو دقيقة قبل المعركة الأخيرة بالأسلحة النارية.
ويسرد ما حدث، قائلا "في البداية، ظننا أن الأمر مجرد حادث. لكنني رأيته يخرج السلاح الآلي ويحاول التصويب على مجموعة من رجال الشرطة الذين كانوا يجرون باتجاهه. رأيته قبل دقيقة من التصويب، وجها لوجه، لكنه لم يكن ينظر إليّ. كان يطل من النافذة، وتبدو عليه العصبية".



وتابع الشافعي "صرخت وكنت ألوح بيدي، أحاول أن أخبره أن الكثير من القتلى يرقدون تحت شاحنته. لكنه لم ينتبه إلى أي أحد خارج الشاحنة. قتلته الشرطة في الحال، ولم ينتظروا للتفاوض معه، أطلقوا النار عليه فحسب".
بادي مولان، وهو من أيرلندا الشمالية، قال لبي بي سي "لم أشهد أبدا" مثل هذا الرعب، مضيفا أن الشاحنة ظهرت "فجأة"، وبدأت في دهس الحشود.
وتابع "صعدت الشاحنة الرصيف، عبر الشارع من موقعنا، ثم سمعنا صوت صراخ وتخبط. كان هناك الكثير من الحيرة وفقدان الاتزان لأننا لا نعرف ما كان يحدث وأسبابه".
وقال مولان إنه خرج من مطعم برفقة رفيقته من باب خلفي ليكونوا في موقع أكثر أمنا، وعبروا حواجز للوصول إلى مجمع سكني خلف مبنى المطعم. "كنا ندق كل الأجراس كي ندخل المجمع السكني. واستطعنا الدخول في النهاية".


بعض الأسر كانت تحاول طمأنة الأطفال

داميان أليماند، وهو صحفي في جريدة "نيس ماتين"، كان في موقع الحادث بعد انتهاء عرض للألعاب النارية.
وقال "بعد ثانية (من عرض الألعاب النارية)، اندفعت شاحنة بيضاء ضخمة بسرعة جنونية لتدهس أكبر عدد ممكن من الناس. رأيت الأجسام تتطاير وكأنها مسامير صغيرة. سمعت أصوات صراخ وبكاء لن أنساها ما حييت".
وسيم بوحليل، وهو شاهد آخر وأحد سكان نيس، يقول إنه رأى "مذبحة في الشارع. الجثث في كل مكان".
وأضاف "كانت الشاحنة تسير بشكل متعرج، ولم يكن لدينا فكرة إلى أين تتجه. قتلت زوجتي في الحادث، وكانت على بُعد متر واحد. واندفعت الشاحنة باتجاه كل ما يقابلها، حتى العواميد والأشجار. لم نر من قبل شيئا كهذا. تعلق البعض في الباب في محاولة لإيقافها".
شاهدة أخرى، هي لوسي نيسبيت كوماسكي، قالت لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية إن صوت إطلاق النار يذكرها بالشرق الأوسط.
"كانت صدمة. كان أمرا مروعا. لا أصدق أنني أتيت إلى هنا لعدة أيام، فانتهى بي الحال في هذه المأساة. كانت تجربة قبيحة. قلت لصديقي: لا يبدو ذلك كأصوات الألعاب النارية. الأمر أشبه بإطلاق نار في بيروت".
وأضافت "فجأة كان كل من في الشوارع يصرخون، ويفرون إلى داخل المطاعم. فتح أصحاب المطاعم الأبواب ودعوا الناس إلى الدخول وعدم الذهاب إلى أي مكان".
أما السائح البريطاني، كيفن هاريس، فكان في فندق يطل على موقع الحادث.
ويقول "سمعت الكثير من الصراخ. خرجت إلى الشرفة ورأيت ما بدا أنه كثير من الجثث الملقاة في الشارع".


انتشرت الشرطة في شوارع نيس، وأُغلق المتنزه والعديد من الشوارع

شاهد آخر يُدعى جويل فينستر روى لبي بي سي ما حدث، قائلا "الأمسية كانت طبيعية، وكنا نسير في شوارع المدينة. فجأة، بدأ الناس في الجري. وسمعنا صراخا، وصافرات الشرطة، وأخذ رجال الشرطة يصيحون فينا محاولين إخلاء المكان".
وتابع "كان الأمر مخيفا لأننا لم نعرف ماذا يحدث. سمعنا فقط أصوات إطلاق نار، وافترضنا أن مسلحين يسيرون بيننا. وكان الناس يجرون في اتجاهات عكس بعضها، في حين قبع البعض على الأرض".
أما كايلا ريبان، وهي سائحة أمريكية، فقالت إن "المدينة كلها كانت تجري. رأيت الكثير من الأسر. وأثناء الاحتماء بسيارة، رأيت أم تقول لابنتها أن لا شيء يحدث، وأن كل شيء سيكون على ما يرام".
وكانت المحامية البريطانية، هارجيت سارانغ، بين الحشود التي كانت تجري من الخوف في نيس ومعها أولادها.
وقالت في تغريدة بموقع تويتر "لن آخذ أبنائي إلى احتفال عام مرة أخرى. أخيرا عدت إلى الفندق".
وأضافت أن "الجري بالأولاد في الزحام كان أكثر التجارب رعبا. عدت إلى الفندق ولم استطع الدخول بسبب أعداد الناس الذين يحتمون بداخله. لا أكف عن الارتعاد. أكره أن أبنائي مروا بهذه التجربة".
ويقول روي كالي معد البرامج في بي بي سي "أعيش على بعد مئتي متر من موقع الحادث. لكنني احتجت حوالي ساعة ونصف للوصول إلى شقتي بسبب إغلاق الطرق. الشرطة انتشرت في المدينة، وأُغلق الشارع الذي وقع فيه الحادث. دُفع الجميع إلى خارج موقع الحادث والعودة في غياب قواعد واضحة من الشرطة".
وأضاف "تسبب إغلاق الشارع في تحويل كل طرق المدينة، في ظل التكدس المروري الشديد في المدينة، الأمر الذي حال دون وصول العديد من سيارات الشرطة والإسعاف إلى موقع الحادث".



أما الشاهد تاروبي وحيد موستى، فقد نشر مقطع فيديو عبر صفحته بموقع فيسبوك، ظهرت فيه دمية وكرسي متحرك. وقال إنه عاد إلى منزله بصحبة كلب أحد الضحايا.
كما قال "كدت أن أدوس على إحدى الجثث. المكان أشبه بساحة المعركة. جلس أفراد الأسر على الأرض وهم يمسكون بأيدي جثث ذويهم الذين دهستهم الشاحنة. لا يمكنك حتى الحديث إليهم أو مواساتهم".


شهود يروون مشاهد الرعب في هجوم نيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق