الجمعة، 23 يونيو 2017

•• فـواتـح السـور في القـرآن والإعـجـاز الحـسـابي

* * * * * *


يحتوي القرآن الكريم عـلى 114 سورة ، منها ( 86 ) سورة مكية ، وهي سُـور القرآن التي نزل بها الوحي عـلى سيدنا محمد صلى الله عـليه وسلم في مكة ، و ( 28 ) سورة مدنية ، وهـي التي جاء بها الوحي في المدينة .
ومن سور القرىن الكريم توجد ( 29 ) سورة بالضبط تبدأ بعَـدد من الحروف الأبجدية .. ويتراوح عـدد هـذه الحروف ما بين حرف واحد ، مثل ( ق ، ص ، ن ) وخمسة حروف مثل ( كـ هـ ي ع ص ) .
وهـذه الحروف هي التي يُطلق عـليها اسم ( فواتح السُّـوَر ) ، لا تحمل أيّ معـنى ظاهـري ، ولذا يُطلَـق عـليها عتند بعـضهم اسم ( الحروف الغـامضة ) .
... فقد ظهر بالإحصاء أنّ استهلال سورة بحروف معـينة ، يقابله دائما تفوّق حسابي لمعـدّل توارد وتكرار هـذه الحروف في نفس السورة .
إنّ الحرف ( قاف ) مثلاً ، يُظهِـر متفوّقا حسابيًّا في سورة ( ق ) ، أيْ أنّ نسبته في هـذه السورة إلى بقية الحروف الأبجدية أعـلى عـن نسبته في جميع سُور القرآن الكريم عـلى الإطلاق ، وحرف ( ن ) متفوّق حسابيا في سورة القلم ، وهـي ( ن وَالقَلم ومَا يَسطُرون ) .
ونفس الوضع بالنسبة لفواتح السُّـور التي تتألف من حرفين أو أكثر ، فحرفا ( ط وَ هـ ) متفوقان حسابيا في سورة ( طه ) عـلى غـيرها من سُور القرآن الكريم ، ونسبة الحرفين في هـذه السورة أعـلى منها من نسبتها في أي سورة قرآنية أخرى .
ونفس الحال في ( ألم ) أ - ل - م البقـرة .
وأكثر من هـذا تأتي المعـدّلات في سُلَّم تنازلي ، من ( أ ) إلى ( ل ) إلى ( م ) ن وهـذا أمرٌ يثير الدهـشة بحق !!
ويتجلّى ذلك فيما يلي :
أ ــ وردت ( 4592 ) مـرّة .
ل ــ وردت ( 3204 ) مرّة .
م ــ ( 2195 ) مـرّة .

نفس الوضع في ( ألم ) أ - ل - م آل عـمران .
أ ــ وردت ( 2578 ) مَـرّة .
ل ــ وردت ( 1885 ) مرّة .
م ــ وردت ( 1251 ) مرّة .

ونفس الحال بالنسبة بالنسبة إلى ( ألم ) أ - ل - م وهي تتوارد في السورة بمعـدلات أعـلى من باقي الحروف .

ونفس الحال في ( ألم ) أ - ل - م سورة العـنكبوت .
أ ــ وردت ( 784 ) مرّة .
ل ــ وردت ( 554 ) مرّة .
م ــ وردت ( 344 ) مرّة .
بنفس الترتيب التنازلي ( ألم ) أ - ل - م ثمّ هي تتوارد في السورة بمعـدّلات أعـلى من باقي الحروف .

ونفس الوضع في ( ألم ) سورة الرّوم .
أ ــ وردت ( 547 ) مرّة .
ل ــ وردت ( 397 ) مرّة .
م ــ وردت ( 318 ) مرّة .
وبنفس الترتيب التنازلي ( ألم ) ، ثمّ هـي تتوارد في السّورة بمعـدلات أعـلى من باقي الحروف .
وبالنسبة للسور التي تبدأ بفواتح تتكون من أربعة أحرف أو خمسة ، أنّ ظاهرة التفوّق الحسابي تبدو واضحة كما يلي :
الأحرف ( ألمص ) ، ويبدأ بها سورة واحدة هي سورة الأعـراف ، وهي مكية ، وتتفوق فيها الأحرف :
أ + ل + م + ص عـلى بقية سور القـرآن الكريم .

الأحرف ( ألمر ) وهـي أيضا تبتدئ بها سورة واحدة ، هي سورة الرّعـد ، وفيها تتفوق الأحرف : أ + ل + م + ر عـلى غـيرها من الأحرف الأبجدية في سور القرآن الكريم الأخرى .

الأحرف ( كهـيـعـص ) ، وهـي فاتحة سورة واحدة ، هي سورة مريم ، وتتفوق فيها الأحرف : ك + هـ + ي + ع + ص عـلى بقية الأحرف في غـيرها من سُـوَر القُـرآن الكريم المختلفة .

الأحرف ( حم - عـسق ) ، وهي بداية لسورة الشورى ، وهي سورة مكية ..
... وفي حالة أخذ الحروف الخمسة ( ح + م + ع + س + ق ) ، يتحقق هذا التفوق في السور المكية بالنسبة لهذه الأحرف إذا ضَـمَمْنا قيمة الحرفين ( حم ) في سورة الشورى عـلى أخواتها الستّ في سُـوَر : ( غـافر ــ فُصّلت ــ الزُّخرف ــ الدخان ــ الجاثية ــ الأحقاف ) ، ثمّ أضفنا متوسط ( حم ) في السور السبعـة عـلى قيمة ( عـسق ) في سورة الشورى .
ومعـلوم أنّ جميع السور التي تحمل حرفين ( حم ) نزلت متتابعـة في الوحي ، كما أنّ ترتيبها في المصحف الشريف متتابع .
وهـذا ما يُوحي بأنّ الحرفين : ( حم ) يُكوّنان آيةً مستقلّة في بداية سورة الشورى ، بينما تُكوّن الأحرف : ( عـسـق ) آية أخرى مستقلة
في نفس السورة .

ويتّسع النطاق ، ويتمدّد الحبل إذا نحن تتبعـنا كلّ فواتح السور ، كما فصّل عـنها الحديثَ العـالِمُ الدكتور ( رشاد خليفة ) في هـذه المقابلة العـلمية المثيرة !
وعـندما سُئل الدكتور : هـل استطعـتَ أن تجد تفسيرا لفواتح سُـور القـرآن الكريم ؟
قال : إنّ العَـمليات الحسابية التي قام بها العَـقـل الإلكتروني ، قـد أثبتت أنّ القرآن الكريم قد وُضع للناس طبقًا لحساب غايةً في الدّقّـة والتّعـقيد ، بحيث يستحيل أن يكون من صنع البشر ...
كما ثَـبَـت أنّ كلّ حرف من الحروف الأبجدية في كلماته قد تمّ اختيار زمانه ، طبقا لعَـدد من القـواعـد الحسابية المتداخلة وأنّ القرآن الكريم : {( كِتَابٌ أُحكِمَتْ آيَاتُهُ ثُـمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَـدُن حَـكِيمٍ خَـبِير )} .

--------------------


هذه التجربة الجريئة في محاولة تفسير فواتح السّـور ، قد قام بها العَـالم الكيميائي المصري الدكتور ( رشاد خليفة ) ، بعـد دراسة طويلة وتجربة مثيرة ، وعـمل جادّ متواصل ، استغـرق ثلاث سنوات ، استخدم خلالها العُـقُـول الإلكترونية ، وكانت أوّل تجربة
من نوعها .
وقد سُجِّلت نتائج أبحاثه في مكتبة ( الكونجرس ) الأمريكية ، تحت رقم ( 27386 ) ، وبتاريخ 11 أبريل 1972 م .


•• الموضوع منقول ــ بتصرّف يسير ــ عـن كتاب :
الأستاذ محمّد الصالح الصدّيق ( البيان في عُـلوم القـرآن ) .





•• فـواتـح السـور في القـرآن والإعـجـاز الحـسـابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق